مسرحية ( سلمى ) تبحر بالجمهور من ميناء مرباط الي مهرجان ظفار المسرحي الثاني

اعادة اكتشاف الكثير من الممثلين

مسرحية ( سلمى ) تبحر بالجمهور من ميناء مرباط الي مهرجان ظفار المسرحي الثاني

تصوير / عابر ديوان

ها نحن نحط رحالنا في الليلة الخامسة من ليالي مهرجان ظفار المسرحي الثاني ، فيدنو الترقب وحماس المشاركين للنتائج والجوائز

ازحم والتألق زحم رأينا فيه حضور كوكبة من الممثلين الكبار علي مستوى المحافظة لهم عطاء مميز وسيرة تحترم ، فتحية لهم ولكل مبتدئ وهاو علي هذا الحراك الثقافي الجميل

بالأمس رست سفينة المهرجان علي اعتاب ميناء مرباط وفرقة مرباط المسرحية التي قدمت لنا مسرحية (( سلمي )) وهي من تأليف الكاتب والمسرحي المبدع نعيم فتح نور واخراج الفنان محمد دريبي العمري ممثل وعضو في فرقة مرباط المسرحية الأهلية

بالأمس كنا امام حالة استثنائية في ليالي المهرجان ، ذلك اننا وللمرة الأولى نرى تنازل المؤلف عن نضه المسرحي لصالح مخرج آخر ، وهذا الأمر بلا شك اضفى علي العرض رؤية أخرى ، اختلفت فيها الشخوص والأدوار والحوارات ، في الحقيقة اننا كنا امام عرض مسرحي لم يشبه النص في كثير من جوانبه ، وهذا بطبيعة الحال أمر ايجابي بلا شك

العرض استوقفنا امام جدلية فلسفية من جدليات الحياة وهي الجدلية القائلة ان النعمة لا تكتمل لاحد ولا تصطف في كفة احدهم علي حساب الآخرين فالشيخ سالم رغم غناه ونفوذه ابتلى بابنه الساذج والبسيط وسلمى رغم جمالها الا انها عاشت تعيسة ، ومسلم ابن خال سلمى رغم نقاءه وطيبة قلبه فلم يعش حبه النقى مع سلمى الا في آخر حياته

اما عن الصراع فانه لم يبدو جليا بين طرفين بحد ذاتهما في هذا العرض بل كان متنقلا تحركة اهواء ورغبات شخصيات متعددة في المسرحية فشاهدنا ذات مرة بين سلمى وذاتها هل تحب مسلم ام تبقى وفية لمسعود ، ثم بين سلمى وزوجة عمها فاطمة ، ثم صراع اهل القرية من اجل غريزة البقاء وحب الحياة ضد المرض والوباء ومع كل هذه التنقلات في الصراع جاءت النهاية لتعطي كل ذي حق حقه مع الجانب المؤلم لنهاية مسلم

العرض المسرحي (( سلمى ) لفرقة مرباط المسرحية الأهلية من تأليف المؤلف والكاتب نعيم فتح بيت نور واخراج الفنان الشاب محمد دريبي العمري تمثيل كوكبة من الفنانين امل النويري والعاص المشيخي وعبد الله المردوف وايمن عبد الشريف وبشري مغراب وعمار البلوشي ونخبة من المجاميع الشباب الواعدين

الندوة التطبيقية                                   

عقب العرض المسرحي الرائع والجميل ( سلمى ) لفرقة مرباط المسرحية الأهلية عقدت الندوة التطبيقية التي ادارها مدير الجلسة الناقد المسرحي الشاب عادل فضل البلوشي بحضور مؤلف المسرحية تعيم فتح ومخرجها محمد العمري والتي لاقت الاشادة والاطراء الجميل والرائع من كل الحضور الذين اكدوا بأنها تفاعلوا بشكل كبير مع تنوع الثيمات مع العرض وكأن لسان حال العرض يقول )) لا تفوتوا اللحظات الجميلة مع من يحبكم وتحبونه ، الا ان قيمة الأعمق والأكثر نبلا كانت قيمة الحب ، ذلك الحب الذي حمله مسلم لابنة عمته سلمى رغم جفاءها وصدها واحبها حتى الممات

كل ذلك جاء في قالب من الدراما الانسانية المعبرة والقريبة الي نفس المتلقي ، ويقول لنا الكاتب ان السعادة الحقيقية في الرضا والقناعة وفهم الأمور كما ينبغي