الملتقى الفكري لشباب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بظفار
الملتقى الفكري لشباب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بظفار
افتتح اليوم بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة ( الملتقى الفكري لشباب مجلس التعاون الخليجي) الذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار، بمشاركة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويستمر أربعة أيام. بمشاركة ما يقارب 30 شابا وشابة من ابناء دول مجلس التعاون الخليجي. حضر افتتاح الملتقى موسى القصابي مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب وجمع غفير من الشباب والشابات
يهدف الملتقى إلى صقل مواهب الشباب والتعبير عن آرائهم في مختلف القضايا التي تشغل اهتمامهم والإسهام في تنشئة أجيال واعية بأدوارها في بناء الأوطان حاضرًا ومستقبلًا.
وسيتضمن الملتقى عددًا من الندوات وأوراق العمل يقدمها مختصون من سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقد القى حمود بن سالم الجابري مساعد مدير عام المديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب كلمة الوزارة رحب من خلالها بالوفود المشاركة قال فيها يأتي هذا الملتقى الفكري الثقافي الشبابي تنفيذا للقرارات الصادرة عن الاجتماع الخامس والثلاثون للجنة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الشباب و الرياضة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مارس من العام الجاري والخاص باللجان الفنية التابعة للجنة وزراء الرياضة والشباب بدول المجلس المتضمنة الموافقة على التوصيات الصادرة من اجتماعات اللجنة الفنية الشبابية وبرامج وأنشطة اللجان الفنية والتي ستنظم خلال عام 2022.
واضاف الجابري ان هذه الملتقيات الخليجية تعد فرصة كبيرة ومهمة للجميع للتفكر في أهم الفرص التي تم تقديمها للشباب على المستويات المحلية و الاقليمية والدولية، وتساهم في تبادل المعارف. وتسعى مثل هذه الملقيات للارتقاء بجيل المستقبل علاوة على تحقيق التقارب وتبادل التجارب الناجحة، التي تجعل الشباب أكثر جدية في تنفيذ أهدف التنمية المستدامة التي تسعى لها دول المجلس.
ويهدف الملتقى إلى التواصل بين الشباب الخليجي و تبادل الخبرات والتجارب الشبابية الخليجية و إبراز نماذج شبابية خليجية ناجحة و إكساب الشباب الخليجي مهارة الحوار والتحليل وإبداء الرأي.
موضحا تُعد هذه الملتقيات فرصة لتحقيق التقارب وتبادل التجارب الناجحة التي تسهم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي تسعى لها دول المجلس، وهي فرصة لاستثمار طاقات الشباب وتعزيز قدراتهم.
تضمنت الندوة الفكرية في فعاليات الملتقى ستة اوراق عمل قدمها ممثلي وفود الدول المشاركة من دول المجلس الخليجي،
وقد بدأت الندوة بورقة عمل بعنوان (الشباب الخليجي في الصناعات الإبداعية الثقافية) قدمتها نهاد بنت علي الهادية رئيسة فريق خارطة الصناعات الابداعية من جامعة السلطان قابوس تحدث فيها عن مفهوم الصناعات الإبداعية و انواع الصناعات الإبداعية حول العالم ومن ثم استعرضت تجارب دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الصناعات الابداعية.
واوضحت نهاد الهادية ان مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية عرف الصناعات الإبداعية على أنها دورات خلق وإنتاج وتوزيع المنتجات والخدمات التي تستخدم الإبداع ورأس المال الفكري بمثابة مدخلات رئيسة. فيما عرفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة الصناعات الإبداعية على أنها تلك التي تنتج السلع وتوزع السلع والخدمات الثقافية التي يتبين لدى النظر في صفتها أو أوجه استعمالها أو غايتها المحددة، أنها تجسد أو تنقل أشكال للتعبير الثقافي بصرف النظر عن قيمتها التجارية، كما تعد الصناعات الثقافية والإبداعية من أسرع الصناعات نمًوا في العالم، وقد ثبت أنها خيار إنمائي مستدام يعتمد على مورد فريد ومتجدد هو الإبداع البشري.
واشارت إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تتصدر الدول المتقدمة في تصدير السلع الإبداعية تليها فرنسا وإيطاليا في حين تتصدر الصين الدول النامية وتليها هونج كونج والهند.
وان الصناعات الإبداعية توفر حوالي 30 مليون وظيفة حول العالم للشباب من عمر 15 – 29 عاماً تمثل الإناث حوالي 50 % من هذه القوى العاملة وتساهم بنسبة 3 % في الناتج الإجمالي العالمي. واضحت ورقة العمل ان الامارات العربية المتحدة تتصدر دول مجلس التعاون في مجال التجارة والتنمية من خلال التقرير الذي اصدره مؤتمر الامم المتحدة للتنمية والتجارة (2014-2015م) تليها السعودية ثم البحرين وتليها الكويت وثم قطر واخيرا سلطنة عمان. واشارت إلى ان الصادرات الابداعية في الامارات العربية المتحدة ارتفعت عشرة أضعاف من 2005 – 2014 حيث بلغت 9.14 بليون دولار تصدرها سلع المجوهرات وتلتها وسائل الإعلام الجديدة ويعزى هذا النمو إلى انشاء الأحياء الإبداعية في دبي.
وجاءت ورقة العمل الثانية بعنوان (منصات الشباب الخليجي الرقمية – واقعها وتأثيرها) قدمها محمد بن صالح النفيسة وإياد بن حمد التويجري من وفد المملكة العربية السعودية ، وقد تناولت ورقة العمل أنواع المنصات الرقمية مثل المنصات التعليمية: وهي منظومة برمجية تعليمية تفاعلية متكاملة متعددة المصادر على شبكة الانترنت لتقديم المقررات الدراسية، والبرامج التعليمية، والانشطة التربوية ومصادر التعلم الالكترونية للمتعلمين في أي وقت وفي أي مكان بشكل متزامن وغير متزامن، اما المنصات التجارية فهي عبارة عن منصات عبر الانترنت تسهل التفاعلات التجارية بين مجموعتين مختلفتين – على الاقل – وعادة إحداهما من الموردين والاخرى من المستفيدين، وكما استعرض تجربة السعودية في التحول الرقمي.
ثم قدم وفد دولة الكويت ورقة عمل بعنوان (الصحة النفسية لدى الشباب الخليجي) قدمتها الدكتور فجر الهلبان استشارية نفسية و غزلان الدويش من جامعة الكويت أكدت من خلالها إلى أن مسح الشباب العربي 2019 ، الذي أصدرته شركة الاتصالات Asda’a BCW ومقرها دبي اظهر ان 62% من شباب الخليج العربي يعتقدون ان الامراض النفسية امر طبيعي.
وتطرقت ورقة العمل الى جهود دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع الصحة النفسية وأثر جائحة كوفيد 19 على موضوع الصحة النفسية موضحة ان اهم السلبيات كانت إغلاق عيادات الصحة النفسية الخاصة و صعوبة الحصول على الأدوية خلال الحظر الكلي وتفاقم مشاعر الخوف و القلق والعزلة وفي المقابل كان هناك بعض الايجابيات تتمثل في التحول إلى الخدمات الصحية عن بعد والجلسات الافتراضية وإطلاق منصة كورونا كير (Corona Care) الإلكترونية في الكويت وإدراك أهمية الصحة النفسية و زيادة الوعي والتأكيد على ضرورة معالجة التحديات التي تواجه هذا قطاع الصحة النفسية.
وشاركت مملكة البحرين بورقة عمل بعنوان (الشباب والمشاركة المجتمعية : الواقع والتحديات) قدمها علي حسن بوهزاع استعرض من خلالها الصعوبات والتحديات التي تواجه الشباب الخليجي في المشاركة المجتمعية مثل نقص في الدراسات الإحصائية التي توفر المعلومات المساعدة للشباب في تحديد اختياراتهم في مختلف مجالات المشاركة المجتمعية واهمية رسم التوجه الفكري للشباب بما يتناسب مع تطلعات المستقبل وغياب التمويل الكافي الذي يبحث عنه الشباب لتمويل مشاريعهم المجتمعية وافكارهم الطموحة، رغم وجود قنوات تمويلية لكنها لا تزال في مستويات متواضعة وكما استعرض تجارب من دور الشباب في الريادة المجتمعية في مملكة البحرين .
وشاركت دولة قطر بورقة عمل تحت عنوان (التطور التقني ودوره في الاستدامة البيئية) استعرض من خلالها تجربة دولة قطر في التطور التقني ودوره في الاستدامة البيئة وخططها الاستراتيجية في حماية البيئة ودعم التنمية المستدامة من خلال الخطط والبرامج التي وضعتها ضمن رؤية قطر 2030م.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ورقة عمل بعنوان (الشركات الناشئة الخليجية – الطموح والتحديات) ، استعرضت من خلالها عدد من التجارب الناجحة للشركات الخليجية الناشئة وكما تناولت بعض التحديات التي تواجه الشركات مركز على ان حلول هذه التحديات تكمن في وجود منصة خليجية واحدة لريادة الاعمال والشراكة الخليجية لدعم الشركات الخليجية الناشئة.
وسيشهد الملتقى في اليوم الختامي مناقشة ما تم طرحه في اليوم الأول وكذلك استعراض تجارب المبادرات الشبابية الخليجية لمختلف الدول المشاركة ، كما ستشمل فعاليات الملتقى بعض الزيارات السياحية المجدولة ضمن البرنامج لمختلف الأماكن والمعالم السياحية التي تشتهر بها محافظة ظفار .