تنافس واثارة كبيرة في منافسات السباحة والجري
سلاح الجو السلطاني يحتكر المراكز الأولى في النسخة الأولى لبطولة «أكواثلون»
حظيت سباقات بطولة «أكواثلون» بالكثير من المنافسة والاثارة في نسختها الأولى والتي أقيمت يوم أمس على مرافق مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، بمشاركة ما يقارب 50 مشاركا من الجنسين، وتكونت بطولة «أكواثلون» والتي نظمتها مؤسسة الاداء المتفوق والمتخصصة في تنظيم الفعاليات الرياضية، من مسابقتي الجري والسباحة، وأقيم حفل ختام البطولة تحت رعاية الدكتور منصور بن سلطان الطوقي عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية، رئيس اللجنة العمانية البارالمبية، واشتملت سباقات البطولة على العديد من الفئات، ففي منافسات السباحة أقيم سباق 400 متر، ثم سباق 4 كلم، وسباق 400 متر ثم الجري 8 كلم، وشاركت في هذه السباقات أعمار مختلفة من فئة الناشئين والشباب والكبار والفتيات.
وتحظى سباقات الأكواثلون بشعبية كبيرة جدا سواء في منطقة الخليج أو مختلف بقاع العالم، وهنا في سلطنة عمان تم التركيز على سباقات الثلاثي الحديث خلال الفترة الماضية والتي حظيت بشعبية واسعة بين الشباب والفتيات، ويأتي إقامة النسخة الأولى من هذا السباق بهدف مراقبة مدى الإقبال من الجنسين على مثل هذه السباقات وتقييم البطولة من مختلف الجوانب بغية إقامة بطولة أكبر خلال الفترة المقبلة، وكذلك تهدف البطولة إلى تدريب العديد من الرياضيين سواء من العمانيين أو المقيمين للاستعداد للمشاركة في بطولة الرجل الحديدي والتي ستقام في محافظات سلطنة عمان بداية العام المقبل 2023، وكذلك اكتشاف المجيدين سواء في السباحة أو في الجري.
نتائج
واحتكر لاعبو سلاح الجو السلطاني العماني على المراكز الأولى في البطولة، ففي سباق التتابع سباحة وجري حل فريق سلاح الجو السلطاني العماني (أ) والمكون من عيسى العزيزي ومحمد الخضوري، بينما جاء وصيفا اللاعبان محمد الحبسي ومحسن الحاتمي، وحل فريق سلاح الجو السلطاني العماني (ب) المكون من أيوب الهاشمي وعزان القاسمي في المركز الثالث. بينما في منافسات التتابع المختلط (رجال ونساء) فقد جاء في المركز الأول اثراء السالمية ومشاري الحراصي، وحل في مركز الوصافة لقمان الرواحي واثراء الحسنية، اما المركز الثالث فكان من نصيب عائشة الحراصية وسيليو ترافل. أما في فئة سباق ماستر فقد حل المتسابق يحيى الهشامي في المركز الأول وجاء الهولندي ادوارد ريدمارك في مركز الوصافة. وشارك شخص واحد في فئة سباق سوبر ماستر وهو الهندي باثوميت اريو والذي توج بلقب هذه الفئة. وفي منافسات الشباب جاء المتسابق محمد الغيلاني في المركز الأول، تاركا المركز الثاني للمتسابق أحمد اليعربي، بينما حصل المتسابق محمد الغيثي على المركز الثالث. وفي فئة الناشئين توج الهولندي فليكس ريدمارك بلقب هذه الفئة، وحل وصيفا المتسابق الهندي نيتشاسي هاريناث، بينما جاء في المركز الثالث عمر الغيلاني. وفي الترتيب العام للمشاركين للبطولة، حل المتسابق صهيب البحري في المركز الأول، بينما جاء ثانيا المتسابق حسن الحبسي، ثم المتسابق زاهر البوسعيدي في المركز الثالث. وبعد ختام المنافسات قال راعي الختام بتتويج الفائزين بالمراكز الأولى في مختلف الفئات. وشارك في تنظيم البطولة مجموعة من المتطوعين سواء في التنظيم أو في الجانب الفني هم من الرياضيين القدامى في السباحة وألعاب القوى، وهذا عامل إيجابي في استغلال خبرات هؤلاء الرياضيين من أجل ضمان استخراج نتائج السابقات بطريقة حديثه وعلمية.
فوائد للمجتمع
قال الدكتور منصور بن سلطان الطوقي عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية ورئيس اللجنة العمانية البارالمبية: تأتي أهمية سباقات “أكواثلون” من فائدتها الكبيرة على صحة الإنسان حيث تعتبر السباحة والجري من الرياضات المجتمعية والأكثر ممارسة بين فئات المجتمع ولها تأثيرات قريبة وبعيدة المدى على الصحة العامة للمجتمع، كما أن هذه السباقات تساهم في تنشيط المجتمع لممارسة أنواع مختلفة من الرياضات التي تتطلب التحمل والصبر والتدريب المستمر ومما لا شك فيه أن هذه السباقات تعمل على الوقاية من الأمراض للبقاء بصحة جيدة ورفع اللياقة البدنية، أما أهمية السباقات في الشق الرياضي هيه زيادة ممارسي السباقات خصوصا بين فئتي الأعمار السنية الصغيرة والمتوسطة وتعتبر سباقات “أكواثلون” النواه الأساسية للتفرع وممارسة باقي الألعاب أو للدخول إلى المنتخبات مستقبلا.
صقل مهارات اللاعبين
وأكد الطوقي بأن جميع البطولات والمسابقات المستمرة تساهم في صقل مهارات وإمكانيات اللاعبين والممارسين في أي رياضة كانت وتعتبر هذه البطولات بمثابة اختبار لهم لقياس مستوياتهم الفنية وتقييمها والعمل على تطويرها وتعزيزها، وللاتحادات الرياضية دور محوري في تفعيل الرياضات المحلية والمسابقات المجتمعية كما أنه ننوه على ضرورة تشجيع ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في القطاع الرياضي بحيث أن الرياضة في الوقت الراهن أصبحت مثل الصناعة في بعض الدول كما أنها ترفد سوق العمل بالوظائف وتضيف للاقتصاد المحلي.
وأضاف الطوقي: الألعاب الفردية تتميز لدينا لعدة أسباب منها وأهمها بأننا لا زلنا غير قادرين على تطوير فكر اللعب الجماعي في الألعاب الجماعية في حين أن الألعاب الفردية تصل إلى منصات التتويج بسبب تركيز الشخص على نفسه ومهاراته فقط دون الالتزام بأشخاص آخرين فاقدين لحلقة الوصل في ما بينهم ، واثبتت الرياضة العمانية عبر التاريخ بأن الألعاب الفردية أكثر تألقا وإنجازا على المستوى الإقليمي والدولي من الألعاب الجماعية ،ولكن في الوقت نفسه ليس من الممكن القول بأن الرياضات الفردية أقل تكلفة من الرياضات الجماعية لأنها تمارس من فبل عدد كبير من اللاعبين.
عوامل التأهل للعالمية
ووضح عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية ورئيس اللجنة العمانية البارالمبية حول أهم العوامل المطلوبة لتأهل اللاعبين إلى البطولات العالمية، منها المدرب المتمكن واللاعب الموهوب وبرنامج تدريبي مدروس ومشاركة واسعة ومستمرة في المسابقات والبطولات بالإضافة إلى وسامة اللاعب علميًا واجتماعيًا، ولكن أن غابت هذه العوامل وتوفرت المادة ليس من المؤكد تحقيق النتيجة المطلوبة ،لذلك لابد من الإرادة والتخطيط المنهجي وعمل جاد للوصول إلى المراكز المتقدمة في تصنيفات اللاعبين، وفي بعض الأحيان الوصول سهل ولكن المحافظة عليه أصعب، لا يمكن التعذر بندرة المواهب أو المرافق الرياضية عند الاخفاق ولكن ما ينقصنا الخبرة التدريبة وثقافتها والجوانب المالية عنصر فعال ومؤثر ولكن من غير المعقول أن يحقق النجاحات بدون العوامل التي اسلفت فيها سابقا.
متطلبات المرحلة القادمة
مشيرا إلى أن أبرز متطلبات المرحلة القادمة إيجاد منظومة إنتاجية للاعبين ومن هنا يأتي دور اللجنة الأولمبية في وضع مشاريع مشتركة لتحقيق هذا الهدف، ووضعت اللجنة مشروع رياضة ذوي المستوى العالي وهو تحت الدراسة حاليا وسيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحادات الرياضية، حيث ستشرف اللجنة على المشروع وستوفر بيئة مناسبة للاعبين وتضمن لهم التدريب المستمر ويبقى على الوزارة والاتحادات رفدنا باللاعبين والموارد المطلوبة وهذا المشروع يتطلب لتنفيذه تكاملية واضحة بين هذه الجهات المعنية، كما تولي اللجنة الأولمبية المراحل السنية اهتمامًا خاصا والتي تعتبر جزء كبير من المنظومة الرياضية ولا بد أن تنظم لها برامج سنوية تضمن صقلها وتدريبها وتوفير أفضل المدربين لهم واستثمار هذه الفئة بالطريقة الصحيحة لتحقيق أفضل النتائج.
وسباق أكواثلون أشبه بسباقات «الترياثلون»، حيث يبدأ بالجري، ثم بالسباحة، وينتهي بالجري مرة أخرى وهو سباق معترف به رسميًا من قبل الاتحاد الدولي للترايثلون، وبدأت أول ممارسات لرياضة أكواثلون منذ أوائل القرن العشرين، كتدريب لحراس الشواطئ في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1965 قامت الجمعية الوطنية الأمريكية للإنقاذ البحري بتنظيم أول سباق أكواثلون شملت سباق الجري لمسافة 400 متر، ثم السباحة لمسافة 200 متر، وأخيرا الجري لمسافة 400 متر دون انقطاع بين مرحلة وأخرى، وتكتسب رياضة الأكواثلون شعبية بين الرياضيين، ويقوم الاتحاد الدولي للترياثلون بتنظيم بطولات دولية عالمية منذ عام 1998، والمسافة المعتمدة هي (جري 2,5 كم + سباحة 1 كم + جري 2,5 كم).
وتعتبر مؤسسة الأداء المتفوق من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بإدارة الفعاليات الرياضية في سلطنة عمان، حيث تتبع المؤسسة نهج تنظيم الفعاليات الرياضية المختلفة وهدفها إعطاء الفرصة للرياضيين على المستويات المختلفة للمشاركة ومسعاها رفع المستوى الفني لهم قبل المنافسة في البطولات الرسمية الدولية، وتسعى المؤسسة إلى توفير البيئة الرياضية بمقتنيات فنية عالية التقنية، إضافة لتوفير برامج للاعتناء بالبيئة ونظافتها للحفاظ على صحة وسلامة الرياضي، عليه وضعت مؤسسة الأداء المتفوق برامج حافلة بالفعاليات الرياضية خلال العام الجاري والهدف منها إعطاء الفرصة للمجتمع المحلي لمضاعفة ممارسة الرياضة كهواية وأيضا تحقيق مستوى عال من الأداء للرياضيين ذوي المستوى العالي. وتواجه مؤسسة الأداء المتفوق صعوبة للحصول على الدعم المناسب من القطاعات المختلفة لإخراج تلك الفعاليات بأفضل وجه ممكن سواء من الناحية الإعلامية أو الترويج السياحي، ونتمنى أن نحظى بدعم يليق بما نقدمه للرياضة العمانية وللرياضيين العمانيين والمقيمين من برامج وأنشطة وفعاليات مختلفة.
بدء العام الدراسي الجديد
